النظر إلى ما وراء مظهر الأمور
السؤال:
ما هي الرسالة الأساسية لسفر الرؤيا؟
الإجابة:
أعتقد أنه يمكن تلخيص الرسالة الأساسية لسفر الرؤيا في كلمات بولس، من 2 كورنثوس، حيث يتحدث عن أهمية سيرنا بالإيمان وليس بالعيان. هدف سفر الرؤيا ككل هو مساعدة الكنيسة لتنظر، نوعاً ما، إلى ما وراء مظهر الأحداث اليومية، التي تحدث كل يوم، لتدرك أنه بالرغم من أنه يوجد أعداء مرئية وقوية وواضحة وصعبة للكنيسة، إلا أن المسيح قد هزمهم بالفعل. في الحقيقة، التناقض الظاهري هو عنصر مفتاحي في سفر الرؤيا. فالأمور ليست كما تبدو عليها. في رؤيا 5، نقرأ عن الرب يسوع أنه "الأَسَدُ الَّذِي مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا الذي غلب"، ثم ما يراه يوحنا عندما يرفع عينيه لينظر إلى هذا الأسد الغالب، هو الحمل القائم كأنه مذبوح. فبموته يفدي المسيح شعب من كل قبائل العالم. وبنفس الرمز، في رؤيا 12، قيل ليوحنا في رؤيا أن الشيطان، التنين، المشتكي، طُرد من السماء، وأن المشتكي على الإخوة قد هُزم على يد الإخوة لأنهم لم يحبوا حياتهم حتى الموت. أي، أن الشهداء قد غلبوا التنين. بدى موتهم وكأنه هزيمة، ولكنه كان فعليًا انتصاراً. وبالتالي، فهدف سفر الرؤيا هو أنه علينا أن نحيا بحسب ما أراه لنا المسيح من خلال عيني يوحنا، بكلمة الله - يُسمى المسيح كلمة الله هناك، كما يُسمى هكذا في انجيل يوحنا - بما أظهره لنا المسيح عن الواقع. وفي ضوء هذا، اذًا، علينا أن نحتمل الاضطهاد بشجاعة، ورجاء. وعلينا أن نظل أنقياء من النجاسات التي ستحاول الثقافة والمجتمع الوثني المحيط بنا أن يُدخلها إلى حياتنا.
د. دينيس اي. جونسون هو العميد الأكاديمي وأستاذ اللاهوت العملي بكلية لاهوت وستمنستر في ولاية كاليفورنيا.